خالد السعدي (بورتو)

يتطلع فريق أبوظبي البحري إلى حسم المنافسة على لقب مونديال الفورمولا-2 اليوم، عندما يخوض السباق الرئيس للجولة الرابعة للبطولة في مدينة ريبادورو البرتغالية، والتي يشارك خلالها عدد كبير من أبطال ومحترفي الرياضة، يأتي في مقدمتهم زورق أبوظبي بقيادة راشد القمزي وراشد الطاير، وزورقا الفيكتوري بقيادة منصور المنصوري وأحمد الفهيم، وزورق الشارقة بقيادة فرديناند زيندبيرجن، ويمتلك زورق أبوظبي بقيادة القمزي الحظ الأوفر والأكبر في أن ينهي اليوم، محتفلاً بلقب البطولة لموسم 2019، خاصة وأنه يتصدر الترتيب العام للبطولة برصيد 55 نقطة، ويأتي في المركز الثاني زورق فرديناند برصيد 25 نقطة، ويمتلك البطل الإماراتي الشاب فرصة الخروج بإنجاز جديد للإمارات ولقب يضاف لسطور التفوق البحري الإماراتي.
وفي حال تمكن فريق أبوظبي «زورق أبوظبي 35» من حسم اللقب، فإنه سيصبح الفريق الإماراتي والعربي الوحيد الذي يحرز اللقب مرتين، وهو الإنجاز الذي لم يسبقه إليه أحد، حيث لم يسجل أي فريق عربي اسمه في سجل أبطال هذا المونديال.
وتنطلق المنافسة اليوم مع بدء العمليات المختلفة في موقع السباق عند الثامنة صباحاً، ثم يعقبها اجتماع رئيس للجنة التحكيمية والفنية مع المتسابقين في التاسعة، حيث سيكون الاجتماع الأخير لتقديم التوجيهات المختلفة والنصائح للمتسابقين حول القوانين المطروحة في المسار والمنافسة اليوم، ثم يتوجه المتسابقون لاحقاً إلى المياه لبدء التجارب الحرة في العاشرة وخمس وأربعين دقيقة وتستمر لساعة كاملة، وبعدها تنطلق الإثارة ويرتفع الأدرينالين بانطلاق الدورة الاستعراضية للزوارق المشاركة في الثالثة والنصف ظهرا، والاستعداد لانطلاق السباق الرئيس.
وتحمل ريبادورو أجمل الذكريات لفريق أبوظبي، حيث حلق القمزي الصغير بلقب الجولة هنا في الموسم الماضي في 2018، وسجل المركز الثالث في موسم 2017، وكانت أول مشاركة وظهور للفريق هناك في موسم 2016، وأول حضور أيضا في ذلك الموسم عبر جولات الفورمولا2.
الجدير بالذكر أن القمزي في صدارة الترتيب العام حالياً بـ 55 نقطة وبفارق 30 نقطة قبل فرديناند، وثالثا البرتغالي دوارتي بينيفتي بـ23 نقطة، ورابعاً السويدي أولا بيتيرسون برصيد 22 نقطة.
ولم يختلف مسار السباق عن المواسم الماضية كثيراً، حيث احتفظ السباق بنفس مساره ونفس قوانينه التي تم وضعها في الموسم المنصرم بمشاركة 20 زورقاً، بعد أن اقتصر عدد الزوارق المشاركة في موسم 2017 على 18 زورقاً، ويعد مسار السباق أحد أكبر التحديات للمتسابقين هذا الموسم، خاصة مع المساحة التي يأخذها المسار مع البوابات الهوائية، حيث تم وضعه بشكل طولي على امتداد النهر وعلى أربع بوابات حمراء وبوابة واحدة صفراء، بحيث يكون الالتفاف على الحمراء من اليسار، بينما يتم الالتفاف على الصفراء من الداخل أي من على يمين البوابة، وسيبلغ طول المسار في المجمل 1765 متراً، تتوزع على البوابات الخمس للسباق.
يأتي هذا فيما قررت اللجنة أن يستمر السباق 35 دقيقة فقط، بالإضافة إلى إمكانية تمديدها إلى 90 دقيقة كحد أقصى، في حال وجود أي إعادة للانطلاقة أو حوادث أو أي عوائق من شأنها أن تسهم في تمديد زمن المسابقة، ويعتبر هذا المسار مناسباً لكل الزوارق خاصة مع المسافات الطويلة الموجودة، والتي تطرح احتمالية الوصول لسرعات عالية، كما أن أغلب المشاركين سبق لهم المنافسة هنا، وبالتالي لا يوجد أي غموض يكتنف المسار، الذي يعد بمثابة كتاب مفتوح تمكن الجميع من قراءته في السابق ولأكثر من مرة.

خطة النصر
يستعد راشد القمزي ليوم تاريخي، باعتباره على موعد محتمل لحسم لقب البطولة، ومن أجل ذلك وضع القمزي مع الراديو مان الخاص به ناصر الظاهري خطة فنية تضمن التعامل مع مسار سباق دورو اليوم والدخول في السباق، الذي يتميز بمواصفات فنية معينة وتحد قوي للمتسابقين، خاصة وأنه يرتبط بطول المسافات من خلال البوابات الهوائية المختلفة، وعن الخطة المزمع تطبيقها في المسار اليوم قال الظاهري: «المسافات الطويلة هي علامة مهمة للمسار، فإن مسألة الضغط بالنسبة لمن هو في المقدمة من الزوارق القادمة من الخلف ستكون صعبة، وتركيز المتسابق يجب أن يكون منصباً على عدم السماح لأي زورق بتجاوزه، خاصة وأن عين المتسابق يجب أن تكون على يمين ويسار الزورق للحفاظ على المسافة والصدارة»، وأضاف: «النصيحة المثلى التي أقدمها للقمزي في السباق اليوم للحفاظ على المستوى والوصول للنتيجة المرضية والمثالية هي ألا يلتفت للآخرين ويركز على مستواه وطريقه الخاص في السباق».

القمزي: احترم المنافسين
أكد راشد القمزي، أنه لا يستهين أبداً بمستوى الخصوم أو يسعى للتقليل من شأنهم، خاصةً أن المنافسة تضم أبطالاً وأسماءً لها وزنها على الساحة البحرية، وقال: لا أقلل من قدرة الآخرين على سطح الماء، وأدرك تماماً قوة المتسابقين وقدراتهم الكبيرة في السباق، ولذلك أدخل أي سباق متناسياً فارق النقاط سواء كان لصالحي أو لمصلحة المنافسين، وشعاري وسلاحي دائماً هو احترام جميع الخصوم، وأحمل لهم أيضاً التقدير، حيث واجهت منافسات قوية من كل المتسابقين في الجولات الماضية.

سيناريوهات الحسم
يستطيع فريق أبوظبي، وقبل نهاية البطولة بجولة كاملة، حسم اللقب، من خلال أكثر من سيناريو مطروح أمام زورق أبوظبي 35، وأول هذه السيناريوهات هي إحراز القمزي للمركز الأول أو الثاني في السباق، بينما يضمن له التواجد في المراكز من الثالث إلى السادس، اللقب بنسبة كبيرة بشرط ألا يحرز فرديناند لقب هذه الجولة أو الجولة الختامية المقبلة من البطولة.
أما في حال خروج القمزي من دون أي مركز اليوم، أو خروجه من المنافسة بسبب عطل أو آخر، فإنه حتى في أسوأ الأحوال سيصل من خلفه إلى النقطة رقم 45، وسيظل القمزي متصدراً بـ 55 نقطة ويتأجل الحسم حتى الجولة الأخيرة والختامية من البطولة، أي أن كل الظروف لمصلحة الفريق الإماراتي، وسطح الماء مهيأ اليوم من أجل الاحتفال بإنجاز إماراتي رياضي جديد.